بحث

Responsive Ads Here

ما هو مصير الحيوانات يوم القيامة؟؟؟


فإن الحيوانات والبهائم ليست مثل الإنسان فيما يتعلق بالعقاب والثواب في الآخرة لأنها غير مكلفة أصلاً، وما ورد من أنها تعاد وتحشر يوم القيامة ويقتص لبعضها من بعض، فقد قال العلماء إن هذا القصاص ليس قصاص تكليف وإنما هو قصاص مقابلة، فقد ذكر النووي رحمه الله تعالى في شرح صحيح مسلم عند كلامه على قوله صلى الله عليه وسلم: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء.. قال: هذا تصريح بحشر البهائم يوم القيامة وإعادتها يوم القيامة كما يعاد أهل التكليف من الآدميين، وكما يعاد الأطفال والمجانين ومن لم تبلغه دعوة، وعلى هذا تظاهرت دلائل القرآن والسنة، قال الله تعالى: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ. وإذا ورد لفظ الشرع ولم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل ولا شرع وجب حمله على ظاهره، قال العلماء: وليس من شرط الحشر والإعادة في القيامة المجازاة والعقاب والثواب.
وأما القصاص من القرناء للجلحاء فليس هو من قصاص التكليف إذ لا تكليف عليها بل هو قصاص مقابلة والجلحاء بالمد هي الجماء التي لا قرن لها. والله أعلم. انتهى.
وروى ابن جرير أيضاً عن عبد الله ابن عمر قال: إذا كان يوم القيامة مد الأديم، وحشر الدواب والبهائم والوحش، ثم يحصل القصاص بين الدواب، يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء نطحتها، فإذا فرغ من القصاص بين الدواب، قال لها: كوني تراباً، قال: فعند ذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت تراباً. انتهى.
ثم إننا لم نطلع على ما يدل على شهادة الحيوانات على بني آدم يوم القيامة.
فقد أخبر الله تعالى في كتابه الكريم أن الدواب والطيور تحشر يوم القيامة، فقال سبحانه: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ [الأنعام:38].
وقال تعالى: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [التكوير:5].
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقضى بينها يوم القيامة: فقال: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء -التي بدون قرون- من الشاة القرناء. رواه مسلم. 
وقال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً [النبأ: من الآية40].
وقيل: إنما يود ذلك حين يحكم الله بين الحيوانات التي كانت في الدنيا فيفصل بينها بحكمه العدل الذي لا يجور، حتى إنه ليقتص للشاة الجماء من القرناء، فإذا فرغ من الحكم بينها قال لها: كوني تراباً فتصير تراباً، فعند ذلك يقول الكافر: ياليتني كنت تراباً أي كنت حيواناً فأرجع إلى التراب، وقد ورد معنى هذا في حديث الصور المشهور، وورد فيه آثار عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وغيرهما. 

فالذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة أن البهائم تبعث وتحشر يوم القيامة للقصاص، وجاءت الآثار أنه بعد أن يقتص من بعضها لبعض يقول الله رب العزة: كوني ترابًا، فتصير كذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وأما البهائم فجميعها يحشرها الله سبحانه كما دل عليه الكتاب والسنة، قال تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ[الأنعام:38]، وقال تعالى: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [التكوير:5]، وقال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ [الشورى:29] وحرف(إذا) إنما يكون لما يأتي لا محالة، والأحاديث في ذلك مشهورة، فإن الله عز وجل يوم القيامة يحشر البهائم ويقتص لبعضها من بعض ثم يقول لها: كوني تراباً فتصير تراباً، فيقول الكافر حينئذ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً [النبأ:40]، ومن قال إنها لا تحيا فهو مخطئ في ذلك أقبح خطأ، بل هو ضال أو كافر والله أعلم. انتهى.
وأخرج الحاكم وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن جرير عن أبي هريرة قال: ما من دابة ولا طائر إلا سيحشر يوم القيامة ثم يقتص لبعضها من بعض حتى يقتص للجلحاء من ذات القرن ثم يقال لها: كوني تراباً، فعند ذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت تراباً، وإن شئتم فاقرأوا: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ. 
وفي صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء. 
وهدهد سليمان وكلب أصحاب الكهف وغيرهما من أعيان الحيوانات التي ذكرت في القرآن لا نعلم لها مخصصاً من الحكم السابق، بل تدخل فيه.
والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

√مدونةكل ما يخصك√

مَرحبًا بِجَمِيِع زُوَّاِر مُدَوَّنَةِ كُل مَا يَخُصُّك أَتَمَنَّى لَكُمْ قضَاءَ وَقْتٍ مُمْتِعٍ مَعَنا لاَ تَنْسُو مُشَارَكَةَ اْلٌمَوَاضِيع مِنْ أَجْلِ تَعْمِيمِ اْلٌفَائِدَةِ وَشُكْرًا لكُمْ